الخميس، 10 مايو 2007
القصيدة الصوفية والحب الإلهي
قلبي يحدثني *
سلطــان العاشقين ابن الفارض رضي الله عنه
قلبــي يحـدثـنـي بأنـك متلفــي
روحي فداك , عرفت أم لم تعرف
لم أقض حق هواك إن كنت الذي
لم أقض فيه أسى , ومثلي من يفي
مالي سوى روحي , وباذل نفسه
في حب من يهواه , ليس بمسرف
فلئـن رضيـت بها , أسعفتنـي
ياخيبة المسعى , إذا لم تسعف
يا مانعي طيب المنام , ومانحـي
ثوب السقام به ووجدي المتلف
عطفاًعلى رمقي وما أبقيت ليٌ
من جسمي المضنى, وقلبي المدنف
فالوجد باق , والوصال مماطليٌ
والصبر فانٍ , واللقاء مسوفي
لم أخل من حسد عليك , فلا تضع
سهري بتشنيع الحيال المرجف
واسأل نجوم الليل : هل زارالكرى
جفني, وكيف يزورمن لم يعرف؟
لا غرو إن شحت بغمض جفونها
عيني , وسحت بالدموع الذرف
و بما جرى في موقف التوديع من
ألم النوى , شاهدت هول الموقف
إن لم يكن وصل لديك ,فعد به
أملي وما طل إن وعدت ولا تفني
فالمطل منك إلي إن عز الوفا
يحلو كوصل من حبيب مسعف
أهفو لأ نفاس النعيم . تعلة
ولوجه من نقلت شذاه تشوفي
فلعل نار جوانحي بهبوبهاٌ
أن تنطفي , وأود أن لا تنطفي
يا أهل ودي أنتم أملي , ومن
ناداكم يا أهل ودي قد كفي
عودوا لما كنتم عليه من الوفا
كرما فإني ذلك الخل الوفي
وحياتكم وحياتكم قسماً, وفي
عمري , بغير حياتكم لم أحلف
لو أن روحي في يدي وهبتها
لمبشري بقدومكم , لم أنصف
لا تحسبوني في الهوى متصنعا
كلفي بكم خلق بغير تكلف
أخفيت حبكم, فأخفاني أسى
حتى, لعمري, كدت عني أختفي
وكتمته عني , فلو أبديته
لوجدته أخفى من اللطف الخفي
ولقد أقول لمن تحرش بالهوى
عرضت نفسك للبلا , فاستهدف
أنت القتيل بأي من أحببته فاختر
لنفسك , في الهوى من تصطفي
قل للعذول : أطلت لومي , طامعا
أن الملام عن الهوى مستوقفي
دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى
فإذا عشقت , فبعد ذلك عنف
برح الخفاء بحب من لو في الدجى
سفر اللثام لقلت يا بدر إختفي
وإن اكتفى غيري بطيف خياله
فأنا الذي , بوصاله , لا أكتفي
وقفا عليه محبتي , ولمحنتي
بأقل متن تلفي به , لا أشتفي
وهواه , وهو أليتي وكفى به
قسماً , أكادُ أُجله كالمصحف
لو قال تيهاً: قف على جمر الغضا
لوقفت ممتثلاً ولم أتوقف
أو كان من يرضى بخدي موطئاً
لو ضعته أرضاً ولم أستنكف
لا تنكروا شغفي بما يرضى,وإن
هو بالوصال , علي لم يتعطف
غلب الهوى,فأطعت أمرصبابتي
من حيث فيه عصيت نهي معنف
مني له ذل الخضوع , ومنه لي
عز المنوع , وقوة الستضعف
ألف الصدود , ولي فؤاد لم يزل
مذ كنت , غير وداده لم يألف
- أضرب لكم موعدا مع نفات أخرى -
جميل محبتي لك